۱۳۹۶ اسفند ۱۱, جمعه

الایران :احتفالات «الثورة المخطوفة»!






                                                          بدر عبدالملک

الایران :احتفالات «الثورة المخطوفة»!

بدر عبدالملك

«إن الطریق تملأها الجثث ولكنها تؤدی الی العدالة» هذا ما قاله الفرنسی جان جوراس منذ وقت طویل وهذا ما عمّدته جثث الشعب الایرانی منذ زمن الشاه حتی هذه اللحظة. اندلعت فی العقدین الاخیرین من القرن الماضی ثورة ینایر عام 1979 فی ایران حیث اطاحت الجماهیر الشعبیة بنظام الشاه الدكتاتوری, انتفاضة خرجت من اجل الحریة والاستقلال.

وشكلت هذه الثورة الشعبیة واحدة من اهم الثورات العالمیة فی حركات التحرر الوطنی فی القرن العشرین, وهی مرحلة مزدهرة بالغلیان الثوری وعصر الثورات والانتفاضات والحركات الثوریة المسلحة ابتداء من الثورة المكسیكیة (1910-1940) مرورا بثورة اكتوبر الروسیة العظمی (1917-1918) وثورات محبطة كما هی الثورات فی هنغاریا والنمسا والمانیا عام 1918, وحرب اهلیة ثوریة فی اسبانیا (1936-1939) ثم الثورة الصینیة (1949) فثورة یولیو فی مصر(1952) والكوبیة (1958) فیما كانت قارات العالم الثالث برمتها, تشهد نزاعات مسلحة من اجل الحریة والتقدم الاجتماعی والاستقلال الوطنی وانتفاضات سلمیة شعبیة هنا وهناك قادتها قوی التحرر الوطنی, فیما راحت الهند الصینیة وفی مقدمتها فیتنام تشكل نموذجا تاریخیا فی هذا الجزء من العالم لتبرهن علی امكانیة انتصار الشعوب مهما كانت امكانیاتها علی اعتی الدول واشدها ضراوة. یومها قدمت الشعوب نماذج متعددة لطریق الثورات المتنوع فی قارات العالم حسب ظروفها الملموسة, غیر ان ثورة الشعب الایرانی عام 1979 تمثل نمط من «الثورات المخطوفة!» فی لحظة تاریخیة, ففی الوقت الذی كانت الجماهیر الشعبیة المنتفضة تستلهم روحها الوطنیة والشعبیة من ثورة مصدق ومن الارث الوطنی العمیق للشعب الایرانی ضد جبروت الشاه وتنجح فی اسقاطه, لتجد نفسها بعد اسابیع قلیلة من وصول الخمینی من باریس تنعطف مجددا فی مساراتها عن تلك الثورة الوطنیة الشعبیة المناهضة لنظام الشاه الدكتاتوری. عشرة ایام من رحیل الشاه والشارع الایرانی یرقص فرحا بذلك الانتصار العظیم, وتخرج جموع الشعب مع الاف من السجناء السیاسیین بكافة اطیافهم لتستقبل مجددا نسیم الحریة, ولكنها فی ذات الوقت كانت اقنعة الشیطان تخفی تحت اردیتها خناجر الغدر وتسرق احلام الشعب وشعارات الثورة فی الحریة والاستقلال, لتجد نفسها محاصرة ومحاطة بنمط من انظمة الحكم الظلامیة السوداء, ذلك المنعطف منذ لحظاته الاولی من وصول الخمینی تلمست منظمة مجاهدی خلق مدی التباین الواضح فی النهجین محاولا الخمینی اقناع مسعود رجوی «بطبق الذهب» والامتیازات لحكومة الخمینی بتوجهاتها الاسلامیة ومعاداتها للدیمقراطیة والحریة الجدیدة للشعب.

 لم تجدِ اغراءات الخمینی فی تغییر قناعات مسعود رجوی وحركته, وهو القادم من مصیر حبل المشنقة بمشاركته فی نظام الخمینی الذی كمنت فی روحه خبایا بتدمیر المعارضة بكل قسوة وتنكیل ودمویة. من خارج السلطة ومن داخلها ازاح الخمینی عن وجهه قناعه الحقیقی لتستمر تلك الثورة المخطوفة حتی الیوم (1979-2018) علی مدار 39 عاما من العسف والاستبداد لتستكمل حكومة الملالی استبداد ودكتاتوریة الشاه باستبداد دینی لاهوتی لا یقل بربریة وظلامیة عن مرحلة العصور الوسطی. ومن المفارقة التاریخیة لتلك الثورة المخطوفة من بین اصابع واحلام الشعب, حاول النظام الحاكم فی الجمهوریة الاسلامیة إحیاء تلك الذكری الثوریة لمدة اسبوع واحد من الشعور بخیبة الامل المكشوفة, التی عبرت عنها شعارات انتفاضة دیسمبر 2018 شعارات «الموت للدكتاتور الموت لروحانی» لیرتعش النظام مجددا ویلمس انه اخفق خلال 39 سنة من حكمه القمعی فی معالجة كل القضایا الاساسیة لشعارات تلك الثورة عن الحریة والاستقلال والدیمقراطیة, فقد جرف الملالی تلك الثورة نحو اقبیة السجون والتعذیب والقتل والملاحقات الیومیة والاعدامات, فكان من الطبیعی ان ینتفض الشعب فی تلك الصدفة التاریخیة, محتفیا فی الضفة الاخری من احتفالات النظام البائسة والمسرحیة, بولادة انتفاضته الجدیدة وهی فی جوهرها استكمال وامتداد لتلك الثورة الشعبیة التاریخیة التی اسقطت نظام الشاه.

ان جذوة الثورة فی ضمیر الشباب والجیل الجدید فی ایران هو ذلك النموذج الحقیقی لثورة تم اختطافها وقتل رجالها وسجن الالاف من ابنائها فی مرحلة اخری سوداء من تاریخ القمع فی ایران, فهما حلقتان فی سلسلة واحدة من الاستبداد, الشاه –الخمینی لیسا الا اوركسترا لنظام استبدادی سرق من الشعب ثورته وخبزه وكرامته واحلامه. صوتان فی الشارع الایرانی الیوم, یحتفلان بحقیقة تاریخیة واحدة لثورة عام 1979, محاولا نظام الملالی الاستمرار فی نسج الاوهام والكذب علی الشعب بأن ما حدث فی ایران مؤخرا من انتفاضات شعبیة مؤامرة خارجیة, تلك الانتفاضات التی اخترقت اكثر من 142 مدینة و30 محافظة, كلها لیست إلا تعبیرًا حیویًا ومحسوسًا عن رفض الشعب لنظام ولایة الفقیه وباهمیة رحیله بعد ان دخل النظام ساعات احتضاره الاخیر, وبات نظامه السیاسی المتأزم والمعزول دولیا یعانی انسدادًا سیاسیًا حقیقیًا. ومع امنیات واهداف واحلام الشعب فی الحریة والدیمقراطیة والعدالة الاجتماعیة, والتی تراه الجماهیر الشعبیة فی ایران بضرورة تغییره ورحیله ولا رجعة للوراء مع نظام ظلامی یعیش خارج العصر والتاریخ.


    مطالب مارا درتو ئیتر بنام @ bahareazady ووبلاک انجمن نجات ایران   دنبال کنید

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر